“وأشهرهن كانت زبيدة وهي حتة زبدة بالقشطة تمشي على قدمين وبصوت كله غنج كانت تمشي وتقول: “أباين زين وأشوف الودع” وتكررها كثيرًا وهي تحمل القُفة فوق رأسها وإن شمت رائحة النظرة التي تشمها الغجريات تزيد للأفندي بحة وهي تقول: “أشوف الودع.. يا جدع”، فتفصل بينهما وتتّكّى على العين ويا ليل يا عين على من سمع، الرجالة كلهم وقعوا فيها فتدخل الدكاكين وتهمس في دلع والكعب المتحني يبان والخلخال فوقه يرن “إرمي بياضك” والحق أنهم كانوا يرمون بياضها هي! تدخل الدكاكين فتجمع ما في جيوبهم وإن استعصوا، فهي حين تجلس ربما -قال يعني لا تقصد- يزيد مع الكعب الذي ظهر سمانتها مع إيحاء أن الفخذ قريب، يا بوووي كانت تعوي الرجال كالذئاب والبياض يُرمى وصدقوا كل ما قالت عن مستقبلهم فهم لم يسمعوه من الأساس، أما أنا فلا أرمي شيئًا فأنا أخاف أن تشم نظرتي فكانت تأتيني بعد أن تنهي لفتها على المحال، وقد كنت حينها صبيًّا في دكان الخواجة ريفولي قبل أن أمتلكه وتقول: “مش هترمي؟”، تالله لم ينجني منها إلا أنني لم أملك ما أرميه!”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.