حكاية (مريم وشجرة الغرقد)
للكاتب اللبناني د. هادي شلبي.
صدرت عن دار المحرر.
°في صباح يوماً كأي يومٍ، يستيقظ الشاب ثائر فلا يجد أمه بالمنزل
يحكي شهود عيان أن جندي من الإحـ ـتلال احتـ ـجزها بعد مشدة، اختفـ ـت الأم وظل الابن ينتظرها، إلى أن تعثر بأوراقٍ كُتبت بعبق الماضي تروي حكاية أمه التي عانت منذ أن خُلقت.
حكاية، تتجاوز الزمان والمكان لتكشف عن المأ ساة التاريخية التي يعيشها الشعب الفلسـ ـطيني في أراضيه. ففي قلب أحداث الرواية، تنقلب حياة مريم، السيدة القوية والمقاومة حين تفقد معنى الحياة، وثائر الابن الصغير المتحمس الذي تنقلب حياته رأسًا على عقب بعد أن يكتشف السر الذي تم اخفائة عنه سنوات، وبعد أن شاهد أحداث هائلة عبر أوراق مريم الأم، بين فترتي 1948 و1967.
حيث شهدت مجز رة “الدوايمة” في 29 أكتوبر: جرت على عدة دفعات أسفرت عن مقـ ـتل 500 مواطن، أبرزها حاد ثة المسجد الذي يُطلق عليه اسم “الزاوية”، ويذكر أيضا أنه تم قتـ ـل أطفال خلال المجـ ـزرة عبر تكسـ ـير جماجمهم بالعصيّ.
•وصلت للربع الأول من الرواية وشخصية مريم تحولت تدريجياً إلى رمز يعبر عن فلسـ ـطين، مريم هي فلسـ ـطين التي تم اغتصا بها من رجال اسرا _ ئيل وحملت في بطنها من نسلهم بالرغم من عروبة الأم.
ولادة أبناء في فلسـ ـطين حاملين التشتت وعدم فهم ما جرى لأرضهم، ثائرين في اراضيهم متمسكين بالقضية الفلس_ طينية.
•نجح العمل في تصوير مشاهد مقتبسة عن الواقع بشكل واقعي ومؤثر، حيث تعيد للأذهان تفاصيل دقيقة ومحزنة تندرج ضمن إطار الأمل البعيد، فالقصة المأسـ ـاوية التي تحملها الرواية تعكس الصراع الدائم الذي يعيشه الشعب الفلسـ ـطيني ومعاناته اليومية في ظل الاحتـ ـلال والقهر من كل يوم.
يتخلل للقارئ مشاعر مختلطة، حيث يتناوب الألم والحزن مع الشجاعة والصمود، تتجلى هذه المشاعر في تفاصيل الحكاية، التي تصف على نحو واقعي وملموس المعاناة الشخصية والجماعية للشخصيات الرئيسية، ومن خلال هذه التفاصيل الدقيقة والمشاعر المبعثرة، تعود الحكاية مرارًا وتكرارًا، لتجعلنا نتذكر ما لم ننساه أبدًا وهم أهالي فلسـ ـطين المقهورين..
•سرد خاطف بداية من الصفحة الأولى حتى نهاية العمل
خط سير الأحداث ثابت بالرغم من تأرجح النوائب التي تتوالى على أهل القرى، نحن لا نقرأ عمل من وحي خيال الكاتب، نحن نطلع على حكاية تتكرر كل لحظة في أراضي فلسـ ـطين.
•راوي عليم يتنقل بين مريم وابنها ثائر
السرد عاطفي محمل بالمعا ناة والحزن والمأ ساة التي مر بها رواة العمل.
أجد تشابه كبير بين لسان مريم وثائر، الأم وابنها، تمنيت لو أن أجد الأسلوب يختلف قليلاً في طريقة السرد بينهما
وعلى الرغم من كثرة استخدام مصطلحات تعبيرية عن الحزن والمأ ساة والضياع والقهر، جاءت اللغة عربية فصحى سليمة بديعة، تجعل القارئ يأخذ غطس عميقاً في نفس رواه العمل المشتتين.
•1967م (جحيم النكبة الفلسـ ـطينية)
الراوي ثائر
❞لقد أراد نسل الغردق أن يزرعوا عبوات الخوف في نفوس أهل القرية العُزل للذين لا يملكون سوى إيمانهم بالذات الإلهية وطيبة قلوبهم❝
خُلقتِ للعذ.اب يا مريم/وُجدتِ للمعاناة يا فلسـ ـطين..
29 تشرين الأول 1948 (المجزرة الكبرى—بداية الجحـ ـيم الفلسـ ـطيني)
تروي لما مريم ما أصاب ضيعتها من خراب على أيدي جنود الغردق
مريم الزوجة.. الأم.. الاخت.. الابنة..”
ما قبل 29 تشرين الأول 1948 (الفردوس الفلسـ ـطيني)
تروي مريم عن شجنها وحبها
تروي أيامٍ ساكنة هادئة قد تلطف بعض من قسوة السرد في الصفحات الماضية”
ما بعد 29 تشرين الأول 1948 (في غياهب السجن—الجحيم الفلسـ ـطيني)
نبذة مختصرة -بحت- عما يحدث في سجـ ـون الاحتـ ـلال
بالرغم من اختصار الوصف في هذا الفصل ولكنه لم يفشل في إصابتي بالحزن والأسى.
السجن قبرٌ دنوي بناه الغرقديون لكسر نَفس أبناء القرى في فلسـ ـطين.”
ما قبل 29 تشرين الأول 1948
شجرة الزيتون شجرة السلام في اراضي. تحمل معها قصة سيدة ارادت الحياة.. أرادت أقل حقوقها غير عابئة بما تحمله الأيام بظلمٍ قادم لا محالة”
ما بعد 29 تشرين الأول 1948 (جحيم السـ ـجن والحياة)
حين يحصل مسلوب الوطن ومسلوب العائلة، على حرية مزيفة تُسمى -الخروج من السـ ـجن- يواجهة سجناً أكثر قسوة ويدرك أن الحياة دون وطن وأمان لا فرق بينها وبين السجن
أجاد الكاتب وصف مشاعر مريم التي تمثل حبة أرز صغيرة من مشاعر أهل الضيعة الذين فقدوا حياتهم أثر المجزرة تحت أقدام السفا_حين”
ثائر
1967 م (جحيم النكبة الفلسـ ـطينية من جديد)
ثائر
1967 م (جحيم الفقد المر)
ثائر
1967 م (جحيم التيه والحسم)
ثلاثة فصول متتاليتين يحملان مقاومة شاب لحقيقته.
•العنوان العمل «مريم وشجرة الغرقد» الشجرة المذكورة في حديث عن أبي هريرة أن رسول الله قال:
لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهـ ـود، حتى يختبئ اليهـ ـودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهـ ـودي خلفي، تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. (والله أعلم بمصداقية الحديث)
اقتبس الكاتب وصف اليهـ ـود بالغرقد وأعجبت بذلك جدًا، وقد اقتنى الكاتب مصطلحات لغوية لوصف كل شيء بطريقة لم أعهد قراءتها عن تلك الحقبة.
وجدت في رؤيته الروائية حيادية تم اختصارها في جملة حوارية لأحد أبطال العمل ❞نحن يا بني لسنا ضد أحد، لسنا ضدهم، هم مثلنا أبناء دين أنزله الله عزّ وجل، نحن لسنا ضد أعرافهم وتقاليدهم وأمورهم كلها، ولكننا ضد الظلم والعدوان❝
•انتهت الحكاية ببصيص من الأمل، الأمل الذي يُحيي الكثير منذ سنوات منصرمة، انتهت بحلمٌ يُضيء قلوب كارهي الظُلم، اقتلعت شجرة الغرقد من جذورها وصوت يردد ❞ستعود الأم إلى دارها يوماً ما، لتُسرِجَ قنديل الانتصار❝
آهٍ لو تعود الأم إلى وطنها وينزع كل ثائرٍ شجرة الغرقد من جذورها.
•غِلاف العمل من تصميم: محمد محسن. للغلاف رؤية منعكسة لفكرة العمل، شجرة وامرأة.. المرأة مريم بالأكيد ولكن لا الشجرة شجيرة الغرقد مما جعني لا اجد في الغلاف تعبيراً عن العمل.
ديباجة الظهر مقتبس عن مشهد مأسا وي خلد في ذهن مريم -أي يعني ذهن فلسـ ـطين- اختيار موقف.
•عدد صفحات العمل 140 صفحة فقط لا غير، بالإضافة إن التنسيق مريح للعين -فونت الخط كبير- يزيد من عدد الصفحات، إخراج وتدقيق لغوي جيد يليق بعمل فاز بالدورة الأولى لمسابقة اكتشاف للكتاب الأول الخاصة بدار المحرر.”

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *